تجريم الأبارتايد الإسرائيلي والمعاقبة عليه
د. كمال قبعة[*].
تتناول هذه الدراسة موضوع أيديولوجية وسياسة وتطبيقات الفصل العنصري في إسرائيل، والتي باتت كما أعتقد من الموضوعات التي يهتم بها الباحثون منذ فترة، وباتت تتصف بأهمية بالغة في الأشهر الأخيرة، وذلك في ظل انسداد الطرق كافة أمام تسوية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي؛ مما دفع بالمساهمة في هذا الأمر من خلال هذه الدراسة[1]. وتتزايد أهمية طرح هذا الموضوع مع تزايد وتيرة الوعي العالمي لطبيعة وأبعاد وحقيقة الفصل العنصري ليس في أراضي دولة فلسطين المحتلة، بل وبالأساس إدراك أن أيديولوجيا وسياسة وتطبيقات الفصل العنصري الإسرائيلي، هي في صميم عقيدة وثقافة ومنطلقات وبنية الاستعمار الاستيطاني الإجلائي الإحلالي الصهيوني في فلسطين عموماً.
وللإحاطة بعناصر الدراسة العديدة، والتي تم اختصار الكثير منها للإيفاء بمتطلبات محددات هذه الدراسة، كان لا بد من التعريف بمفهوم الأبارتايد الجنوب إفريقي البائد كونه شكلاً من أشكال الفصل العنصري، ويعتبر الأقرب إلى التجربة الصهيونية، بسبب الأصول الفكرية والتوراتية المتماثلة النظرة إلى السكان الأصليين، وكلتا التجربتين اعتمدتا طرقاً ووسائل في غاية التماثل والتشابه بما في ذلك محاولة سبر سياسة الفصل العنصري بأسانيد وتشريعات وقوانين موغلة في العنصرية[2]. وكان لا بد أيضاً من تناول مفهوم الفصل العنصري وفق ما تضمنته الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وإجراء بحث في خصوصية الأبارتايد بنسخته الإسرائيلية، وتناول أحدث التقارير الدولية ذات العلاقة بموضوع البحث، للوصول من ثم إلى جملة من الاستنتاجات والتوصيات.
لقراءة كامل البحث: